مهرجان صحار يحاكي البيئات البدوية والزراعية والبحرية والتراثية

يجسّد مهرجان صحار ثقافات عديدة يشتهر بها المجتمع العماني، ويتميز بها عن غيره من المجتمعات في المنطقة، وتتنوع فيه المفردات التراثية بين عدة بيئات منها البدوية والزراعية وأخرى ساحلية تكتنز موروثاتها في الفنون الشعبية والصناعات والحرف التقليدية، وتنقل عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العماني، كما أن للبحر تاريخًا يتجسد في ممارسات الصياد العماني ومن الذاكرة التاريخية التي تستجلب رحلات التجار العمانيين وتبادل السلع والبضائع المتنوعة التي تعكس مدى العلاقات القديمة وتربط شعوب المنطقة وصولا إلى المناطق البعيدة في قارة إفريقيا وشبه القارة الهندية وترسم من خلال المهرجان لوحات مليئة بالأصالة والحيوية تنقلك إلى زمن الماضي كما ينقل المهرجان لزواره وللأجيال ما يزخر به التراث العماني، إضافة إلى إبراز الأسواق التقليدية التي كانت تشتهر بها سلطنة عمان عامة وصحار خاصة، وما يقوم به التجار من ممارسات تجارية يومية، وذلك من خلال المشهد الذي يجسده السوق التقليدي، وكيفية تبادل التجار البضائع مع بعضهم البعض وسط أجواء مليئة بالأصالة والحيوية وتجربة فريدة تنقلك إلى زمن الصفقات التقليدية.

"عمان" تجولت في المهرجان ورصدت آراء وانطباعات الزوار وكيف يقضون أوقاتهم في المهرجان إضافة إلى انطباعات الأسر المنتجة المشاركة في المهرجان ومدى الإقبال على معروضاتهم، حيث يقول أيوب بن سعيد المقبالي من ولاية صحار: كلمة حق نقولها إن المهرجان جميل والذي شد انتباهي هو الأسر المنتجة ودعمها في المهرجان بتخصيص أماكن مناسبة لهم كما أعجبني التفاعل والحضور الكبير من المجتمع العماني إضافة إلى أن المهرجان يحتوي على أشياء كثيرة جميلة عن التراث الشعبي القديم وبالذات البيئة البدوية والزراعية مشيرا إلى أن الحركة في المهرجان جيدة ويشهد إقبالا كبيرا من الزوار وهذا ينعكس على حركة المطاعم والإقبال على ما تقدمه الأكشاك التجارية المفتوحة بالمهرجان وندعو الجميع للحضور ومشاهدة الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تنظّم في المهرجان بشكل يومي.

فعاليات متنوعة

وأضاف المقبالي أن الذي أبهرني في المهرجان الفعاليات المتنوعة والأنشطة المقامة وأبرزها القرية التراثية والقبة التفاعلية، وأنصح بزيارة المهرجان وتكرار الزيارة؛ لأن فعالياته لا تمل ومتجددة حسب متابعتي للبرنامج اليومي الذي تبثه اللجنة الإعلامية في المهرجان.

زوار من مختلف المحافظات

أما الحرفي أحمد بن بدر اليحمدي صاحب مؤسسة تلال بدية للموروثات العمانية يقول: مهرجان صحار الترفيهي له طابع جميل في الحركة السياحية في المحافظة، حيث إن الحركة رائعة والزوار من مختلف المحافظات والدول المجاورة كما أنه يعد متنفسا للعوائل والأطفال، ويساهم بشكل كبير في تعريف النشء بالموروثات العمانية القديمة وربطهم بالماضي التليد من خلال التنقل بين القرية التراثية والزراعية إضافة إلى أن المهرجان يمنح لك الفرصة بالاطلاع على ما تزخر به جميع المحافظات في موقع واحد وكذلك معرفة المواقع الأثرية في جميع المحافظات كما شدني كثيرا الاهتمام بالأسر المنتجة، وهذا لا شك له عائد جيد لهذه الأسر وذلك من خلال توفير مساحة كبيرة لعرض منتجاتهم وتوصيلها إلى المجتمع.

وقال ماجد بن خميس بن محمد المزيني: مهرجان جميل يضم عدة فعاليات منها الأسر المنتجة وتم تشكيل عدة قرى منها: البدوية والتراثية والبحرية والزراعية والجبلية.

و تتميز كل قرية بموروثها الحضاري حيث لاقت إقبالا ملحوظا من الزوار والسياح من داخل وخارج سلطنة عمان، كما أن الأبناء استمتعوا بفعاليات المهرجان المختلفة، ومنها فعاليات السيرك والقبة التفاعلية والأمسيات الشعرية، ومن الأشياء المميزة في المهرجان الشاشة العملاقة حيث يتم فيها بث مباريات كأس آسيا ويوجد هناك بوابة خاصة بالشاشة ولاحظت خلال زيارتي للمهرجان الحضور الكبير من الأسر وزيارتهم لفعاليات المهرجان ناهيك أن الأسر المنتجة لاقت إقبالا كبيرا من الزوار.

وأضاف المزيني: إن زيارتي للمهرجان استفدت منها كثيرا، حيث إنني تعرفت خلال وجودي في المهرجان على الموروث والتاريخ الحضاري وأعجبني أركان الأدوات والتحف والمقتنيات التاريخية وهناك جهود كبيرة وواضحة في المهرجان، وأنصح زوار المهرجان بالتعرف على الموروثات الشعبية بالمهرجان وزيارة مسرح الطفل حيث المسابقات والأنشطة المتنوعة كالرسم على الوجوه والعروض المسرحية".

أما عزيزة بنت سالم المعمرية إحدى الأسر المنتجة قالت: جميع زوار مهرجان صحار الترفيهي استمتعوا وقضوا أجمل الأوقات في المهرجان وكل الزوار الذين زاروا ركني يتمنون أن المهرجان أيامه تستمر إلى أكثر من الوقت المحدد؛ لأنهم أحبوا المكان مشيرة إلى أنه تم زيارتها من معظم مناطق سلطنة عمان ودول الخليج تعرفوا على التراث العماني ولاقينا تشجيعا كبيرا منهم وتحفيزا للأسر المنتجة.

القرية البحرية

ويقول إبراهيم بن حسن البلوشي المشرف على القرية البحرية: شهدت القرية البحرية لهذا العام تنوعًا من حيث محتوى المعروضات وأنواعها والتي تحاكي البيئة البحرية بمحافظة شمال الباطنة عبر الأزمان، مع زيادة في الفعاليات اليومية المصاحبة، حيث تمت توسعة المساحة المخصصة للقرية في أرض المهرجان المقام بمركز صحار الترفيهي وتضم القرية البحرية 13 ركنًا رئيسًا تقدم للزوار تفاصيل الحياة البحرية من حيث الأدوات والمعدات المستخدمة في الصيد والتعريف بالتاريخ البحري إلى جانب 4 متاحف للتاريخ البحري في محافظة شمال الباطنة بشكل خاص وسلطنة عُمان بشكل عام تضم أكثر من 600 قطعة أثرية وتاريخية حول أدوات الصيد والغوص التقليدية يعرضها عدد من المهتمين والمختصين ومحبي جمع المقتنيات التراثية من أبناء المحافظة كما تضم القرية البحرية كذلك 9 أركان تحاكي الحرف البحرية التقليدية منها صناعة السفن، وصناعة الجراجير والأدوات المعدنية، وصناعة الشوش، وصناعة الغزل وصناعة المهك "تبييض شباك الصيد" إضافة إلى حرف تمليح السمك وحرفة تحميل الغزل للصيد التقليدي "الضغوة" بالإضافة إلى أن القرية البحرية تضم ثلاثة أركان تحاكي السوق التقليدي المرتبط بالبحر وأدواته إضافة إلى توفر بحيرة صناعية تمارس فيها مجموعة من تطبيقات الصيد البحري وتجديف قوارب الصيد التقليدية المعروفة بالشاشة، كما تحاكي القرية عمليات البيع والشراء وتبادل البضائع على سواحل محافظة شمال الباطنة قديمًا.

وأضاف البلوشي أن اللجنة المنظمة لمهرجان صحار تسعى من خلال إقامة هذه القرية إلى جذب زوار المهرجان والتفاعل مع الأركان التي تحاكي التاريخ البحري والممارسات البحرية القديمة في الصيد والغوص وتجارة اللؤلؤ وتبادل البضائع عبر السفن، والتعريف أيضًا بالمسميات القديمة للمفردات البحرية التي يستخدمها الآباء والأجداد لتلك الأدوات والأعمال البحرية.

المركز الإعلامي

يتمثل دور المركز الإعلامي للمهرجان في تنظيم وتنسيق الأنشطة الإعلامية لضمان تغطية شاملة ونجاح الفعاليات، حيث يتم من خلاله التواصل مع وسائل الإعلام وتنسيق المقابلات واللقاءات مع المشاركين وضيوف المهرجان ووضع استراتيجيات لترويج المهرجان وجذب الانتباه من خلال وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة وتوثيق الفعاليات بالصور والفيديو وإعداد الأخبار والتقارير الصحفية ونشر أخبار المهرجان عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتشرف اللجنة الإعلامية في هذا المهرجان على الإذاعة الداخلية حيث يتم تفعيل الإذاعة لتقديم دور فعّال في نجاح المهرجان وتعكس صوتها تنوع الفعاليات وتواصلها المباشر مع الجمهور من خلال برامجها المخصصة والمقابلات مع المشاركين، وتمثل نافذة صوتية تجسد أجواء المهرجان وتعزز التفاعل كما تسهم في نشر أخبار المهرجان وجذب انتباه الجماهير مما يجعلها شريكًا حيويًا في تعزيز الثقافة والفن عبر الأثير.

القائمة